حيونة الإنسان 
يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا. وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية.
ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.
.
.
"من الأمور التي تميّز الكتاب الذي يقع في 224 صفحة تناوله للموضوعات بطريقة أدبية أكثر منها فكرية، عن طريق مناقشة فكرة ما، ثم سرد اقتباسات من روايات مصنفة في «أدب السجون». عنب بلدي
القسوة إختراع بشري الحيوانات لا تعذب بعضها البعض نحن نفعل ذلك نحن الكائنات القاسية الوحيدة على هذا الكوكب."زيزيتو"إن الحيوانات والوحوش على خلاف الإنسان لا تمارس ذلك كله
الكتاب قيّم ولكنّه مؤلم..وما يؤلم فيه أكثر عندما يشعر الإنسان أنّ ما ورد فيه ليس مجرّد كلمات كتِبت في أسطر ونُشرت في كتاب لا علاقة له بالواقع وبالتالي سينساها الإنسان مجرّد إغلاقه للكتاب أو يعتقد أنّها عبارة عن شطحات خيال من كاتب ذو مزاج سوداوي أو متشائم..المؤلم فيه عندما يكتشف الإنسان أنّه يعيش هذا بكل تفاصيلهتراود الإنسان لوهلة وهو يغوص في تفاصيل ما ورد فكرة أنّ هؤلاء هم الآلهة أو يقول ربّما في عقله الباطن: فأين اللهكيف لحفنة من النّاس أن تسيطر على هذا الحشد الهائل من النّاس وتسيّسهم كما تشاء

مذهل .. لم أقرأ في حياتي كتاباً مثله كنت فاغرة فمي و عيوني مفتوحة على اتساعها لهول ما أقرأ .. كتاب يقودك بالفعل لاكتشاف ما وراء الأبواب المقفلة في النفس البشرية . أسلوب الكاتب كان مميزاً قائم على شرح فكرته ثم تدعيمها باقتباس من مذكرات حقيقية أو روايات أدبية لتقريب المعنى إلى الذهن شعرت أنني أقرأ عشرة كتب مجتمعة في كتاب . بشكل أساسي تدور فكرة الكتاب حول الجانب "الوحشي" في الإنسان في بداية الكتاب يخبرنا الكاتب أن الحيوانات لا تقتل بهدف التسلية ولا تعذب بني جنسها بهدف إخضاعهم ولا يمارسون الجنس
عنوان الكتاب فيه من الإثارة مايكفي ومن الإستفزاز ما يثير الرغبة لمطالعة ما قد يحتويه..كثيرا ما ننخدع بعناوين رنانة فنجد محتوى ممطوط وفارغ إلا من مبحث أو مبحثين رئيسيين يعادان طوال صفحات الكتاب..لكن ما ستجده بين صفحات هذا الكتاب مختلف وفريد -حسب وجهة نظري- وحسب تاريخ صدوره مقارنة بين الكتب العربية الأخرى التي صدرت تناقش قضية من قضايا هذا الكتاب.....يتحدث الكاتب عن تصرفات الإنسان غير المبررة نحو وحشيته في المجازر والإبادات الجماعية في التعذيب ووسائل التحقيق في السجون العادية والسياسية الأسباب التي
إننا نعيش في غابة والمسافة بين الإنسان والوحش صغيرة لدرجة أن أيّاً منا يمكن أن يكون الضحية أو الجلاد.
لو أن هناك كتابا واحدا أنصح به أي أحد في أي مكان وأي وقتقارئا كان أم غير قارئلما وجدت أفضل من حيونة الإنسانليس لأنه سلس الأسلوب يستطيع أي شخص استيعابه والتفاعل معه فحسبليس لأنه ببساطة يمرر إليك كل القيم الإنسانية التي أُغتيلت في مجتماعتنا فحسبولكن الأهم لأنك ستتعرف إلى نفسك بعد الانتهاء منهوانطباعك عن الكتاب لن يكون مجرد انطباع قارئ عن كتاب أعجبه أو لم يعجبهلكنه سيعطيك الإجابة التي نظل نحتار فيها منذ الأزلمن أناثق أنك وأيا كان سنك ستفهم الكثير عن كينونتك أنت ما إن تصل للصفحة الأخيرةلا تنس أن
ممدوح عدوان
Paperback | Pages: 224 pages Rating: 3.99 | 4219 Users | 858 Reviews

Declare About Books حيونة الإنسان
Title | : | حيونة الإنسان |
Author | : | ممدوح عدوان |
Book Format | : | Paperback |
Book Edition | : | Anniversary Edition |
Pages | : | Pages: 224 pages |
Published | : | by دار قدمس (first published October 1st 2007) |
Categories | : | Psychology. Nonfiction. Sociology. Philosophy. Politics. History. Literature |
Explanation Toward Books حيونة الإنسان
إن عالم القمع المنظم، منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالمٌ لا يصلح للإنسان ولا لنموّ إنسانيته، بل هو عالم يعمل على "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلى حيوان). حول هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب، ومن هنا كان عنوانه "حيونة الإنسان". ويقول الكاتب بأن الاشتقاق الأفضل للكلمة هو "تحوين الإنسان"، إلا أنه خشي ألا تكون الكلمة مفهومة بسهولة.يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا. وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية.
ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.
.
.
"من الأمور التي تميّز الكتاب الذي يقع في 224 صفحة تناوله للموضوعات بطريقة أدبية أكثر منها فكرية، عن طريق مناقشة فكرة ما، ثم سرد اقتباسات من روايات مصنفة في «أدب السجون». عنب بلدي
Specify Books In Favor Of حيونة الإنسان
Original Title: | حيونة الإنسان |
Edition Language: | Arabic |
Rating About Books حيونة الإنسان
Ratings: 3.99 From 4219 Users | 858 ReviewsEvaluation About Books حيونة الإنسان
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10).سيظل اسم هذا الكتاب يبعث في نفسي قشعريرة وانقباضًا لا يمحي بسهولة!.ما أن أنهيته حتى وجدت تلك الآية الكريمة (الكاملة فى معناها ومغزاها) تلخص كل ما أريد قوله وما ظفرت به من الكتاب,ذلك أن السيد عدوان نحَّى جانبًا الحديث عمن ارتقى بروحه وزكّاها وسما بها..وركز فقط على من دسَّاها.دم..اغتصاب..عنف..جريمة..قمع..إذلال..تجبُّر..تعذيب...ظلموالقائمة تطولكل ما يُمكن أنالقسوة إختراع بشري الحيوانات لا تعذب بعضها البعض نحن نفعل ذلك نحن الكائنات القاسية الوحيدة على هذا الكوكب."زيزيتو"إن الحيوانات والوحوش على خلاف الإنسان لا تمارس ذلك كله
الكتاب قيّم ولكنّه مؤلم..وما يؤلم فيه أكثر عندما يشعر الإنسان أنّ ما ورد فيه ليس مجرّد كلمات كتِبت في أسطر ونُشرت في كتاب لا علاقة له بالواقع وبالتالي سينساها الإنسان مجرّد إغلاقه للكتاب أو يعتقد أنّها عبارة عن شطحات خيال من كاتب ذو مزاج سوداوي أو متشائم..المؤلم فيه عندما يكتشف الإنسان أنّه يعيش هذا بكل تفاصيلهتراود الإنسان لوهلة وهو يغوص في تفاصيل ما ورد فكرة أنّ هؤلاء هم الآلهة أو يقول ربّما في عقله الباطن: فأين اللهكيف لحفنة من النّاس أن تسيطر على هذا الحشد الهائل من النّاس وتسيّسهم كما تشاء

مذهل .. لم أقرأ في حياتي كتاباً مثله كنت فاغرة فمي و عيوني مفتوحة على اتساعها لهول ما أقرأ .. كتاب يقودك بالفعل لاكتشاف ما وراء الأبواب المقفلة في النفس البشرية . أسلوب الكاتب كان مميزاً قائم على شرح فكرته ثم تدعيمها باقتباس من مذكرات حقيقية أو روايات أدبية لتقريب المعنى إلى الذهن شعرت أنني أقرأ عشرة كتب مجتمعة في كتاب . بشكل أساسي تدور فكرة الكتاب حول الجانب "الوحشي" في الإنسان في بداية الكتاب يخبرنا الكاتب أن الحيوانات لا تقتل بهدف التسلية ولا تعذب بني جنسها بهدف إخضاعهم ولا يمارسون الجنس
عنوان الكتاب فيه من الإثارة مايكفي ومن الإستفزاز ما يثير الرغبة لمطالعة ما قد يحتويه..كثيرا ما ننخدع بعناوين رنانة فنجد محتوى ممطوط وفارغ إلا من مبحث أو مبحثين رئيسيين يعادان طوال صفحات الكتاب..لكن ما ستجده بين صفحات هذا الكتاب مختلف وفريد -حسب وجهة نظري- وحسب تاريخ صدوره مقارنة بين الكتب العربية الأخرى التي صدرت تناقش قضية من قضايا هذا الكتاب.....يتحدث الكاتب عن تصرفات الإنسان غير المبررة نحو وحشيته في المجازر والإبادات الجماعية في التعذيب ووسائل التحقيق في السجون العادية والسياسية الأسباب التي
إننا نعيش في غابة والمسافة بين الإنسان والوحش صغيرة لدرجة أن أيّاً منا يمكن أن يكون الضحية أو الجلاد.
لو أن هناك كتابا واحدا أنصح به أي أحد في أي مكان وأي وقتقارئا كان أم غير قارئلما وجدت أفضل من حيونة الإنسانليس لأنه سلس الأسلوب يستطيع أي شخص استيعابه والتفاعل معه فحسبليس لأنه ببساطة يمرر إليك كل القيم الإنسانية التي أُغتيلت في مجتماعتنا فحسبولكن الأهم لأنك ستتعرف إلى نفسك بعد الانتهاء منهوانطباعك عن الكتاب لن يكون مجرد انطباع قارئ عن كتاب أعجبه أو لم يعجبهلكنه سيعطيك الإجابة التي نظل نحتار فيها منذ الأزلمن أناثق أنك وأيا كان سنك ستفهم الكثير عن كينونتك أنت ما إن تصل للصفحة الأخيرةلا تنس أن
0 Comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.